الغمامة الخضراء
صفعت خدي لأفيق؛ وقد مرت ساعتان ونصف وأنا ساه أبرق عيني في المتسابقين وأحك جلدة رأسي دون طائل؛ ولم يتبق من الوقت المقرر إلا نصف ساعة!..
سلمت الورقة البيضاء داخل الأجل وخرجت خائرا وإن كان لدي احساس بأنها ستخلق البلبلة ؛ بيد أنني نسيت شيئا مهما : اسمي !
عدت راكضا إلى القاعة المغطاة فلم أجد غير الطاولات والكراسي ...
..حاولت اقناع نفسي وأنا عرقان ألهث بأنني كنت قبل قليل من الآن في هذا المكان بالضبط لاجتياز سباق على المباشر ...ورغم كل الدروس والتمارين التي كان لي حظ الاستئناس بها في فترة التدريب؛ إلا أنني محرج في الحقيقة، فأنا لا أستطيع تجاوز سقف ثلاثة إلى أربعة سنتمرات في أفضل الأحوال ..وأنا مطالب هنا بصفحتين على الأقل .. ولست أدري حقا كيف فاض قلمي هذه المرة بكل هذا الحنان؛ لكنني مصمم على حذف كل تلك التخاريف و الهرطقات السخيفة من بالي؛ فأنا صاىم وواقعي جدا لدرجة للجنون...!
نجحت بصعوبة في الهرب من المقدمة والعرض، لأجدني أسيرا للعنوان في النهاية؛ واجهوني بالدليل؛ لكني أنكرت واستنكرت بشدة.
الأفكار تلتقي!
- صحيح، ولكن من النادر جدا أن تتطابق!.
قلت : أدخلوني إذن في خانة النادر جدا..!
وكان علي أن أبرهن على ذلك...
نسخت شكايتي من أحد المواقع، ولصقتها؛ وهذا ملخصها :
- السادة المحلفون..
السادة ممثلو الحق العام ..
الحضور الكريم..
إن موكلتي عارية من كل التهم المنسوبة إليها طبقا لفصل الصيف الجاري.. به العمل....وتبعا لذلك ألتمس من هيئتكم الموفرة تمتيعها بالسفور الكامل مع جبر للضرر الحاصل..
انبهروا بقدها الممشوق، ابتسامتها الرقيقة؛ وبحلاوة كلامها المعسول.. قدموا للتو اعتذارا مكتوبا؛ متعوها بالبراءة من العيوب، توجوها بالمرتبة الأولى؛ مع جائزة مالية معتبرة.!
عادوا تحت ضغط جمهور القراء، لفتح ملف المدعى عليها من جديد، بعدما استئنف الحكم الابتدائي من قبل نخبة من المثقفين والمبدعين... وتبين بعد الفحص الدقيق أن الغمامة المذكورة هي في الأصل حمراء، وهي بالفعل عنوان لملحمة بطولية ملغزة مبتورة، من وثائق قديمة تؤرخ للثورة المزعومة، وقبلها لحروب الانسان على أخيه الانسان!.
خلصت اللجنة المحترمة أخيرا إلى أن القصة فريدة من نوعها؛ ويحسب لكاتبها أنه صبغها باللون الأخضر.
وهذا بحد ذاته ابتكار لا يضاهيه ابتكار................!
سجلوها باسمي، وأصدروا توصية عاجلة بالنشر والتوثيق...!
__________
محمد أبو الفضل سحبان/ المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق