خريف العمر
رواية
الجزء الثامن
الصقر المصري سامح جلال
أوقفتُ السيارة بجوار المنزل ونزلتُ وصعدت الدرج وعندما وضعت المفتاح فى الباب سمعتُ ضوضاء شديدة بالداخل ورأيت الاثاث مبعثر وهناك رجل ملثم فأغلقت الباب جيدا وناديت على البواب والجيران وبسرعة البرق تجمع الجيران وتم استدعاء الشرطة وحاول الرجل أن يخرج من الشباك المطل على الحديقة وقفز ولكنه واجه الجيران بالاسفل ومعهم كلاب وأسلحة دفاع عن النفس وتم القبض عليه وتسليمه للشرطة وبالطبع بعدما علمت الشرطة بجنسية المعتدى وعلموا بالأمر تم عمل خطة لنجاة الاستاذ شكرى وابنه محمود
سافر الاستاذ شكرى إلى فرنسا ومنها إلى إحدى دول افريقيا ومنع من استخدام الهاتف فمن المؤكد أنه مراقب وسافر محمود ووالدته إلى ألمانيا وتم اخفاء هند عند أحد الاقارب فى الصعيد لتكون فى حمايتهم
تم التنسيق بين الشرطة المصرية والخارجية والشرطة فى روسيا والبوليس الدولى وتم عمل كمائن لهذه العصابة لمحاولة الايقاع بهم
استيقظت فريدة كالعادة وجهزت نفسها للذهاب إلى الشركة وفى الطريق حاولت الاتصال بشكرى ولكن هاتفه مغلق تعجبت
اتصلت بمكتبه عندما وصلت إلى مقر الشركة ردت السكرتيرة أن الأستاذ شكرى سافر أمس ولا تعلم أين فهو فى جولة ولم يتم تحديد وجهته
تعجبت فريدة مما حدث وعرفت بمصادرها الخاصة عنوان الاستاذ شكرى وذهبت بسيارتها إلى هناك وجدت الباب مغلقا وبعد محاولات علمت من البواب أن بيت الاستاذ شكرى تعرض للسرقة وتم القبض على السارق وفجأة أخذ حقيبته وذهب إلى المطار وسافر ولا يعرف أين وكم يوما سيغيب
تحيرت فريدة مما حدث وحاولت الاتصال بصديقه ولكن لا إجابة حزنت حزنا شديدا ماذا يحدث لها لقد ظهر منذ يومين واقتربا من بعضهما البعض وأصبحت المصالح مشتركة ولكنه اختفى فى ظروف غامضة
نحن فى عصر التقدم كيف يختفى ويغلق هاتفه وصفحته هكذا
الآن نستطيع التواصل من أى مكان على الأرض لا أعرف
اتجهت إلى الشركة واستدعت المهندس وامرته بالذهاب إلى شركة الاتصالات وإتمام الاجتماع السابق ومحاولة معرفة أية معلومات عن الاستاذ شكرى
ذهب المهندس ووجد الاستشاريين فى انتظاره ومعهم نائب المدير ومعه تعليمات بتيسير الأمر وإزالة المعوقات ودراسة الأمر جيدا
وبالفعل بعد عدة اجتماعات استقر الرأى على مجموعة تصميمات وبدأت الموافقات على البدء فى تنفيذ التحديثات وبدأ العمل على قدم وساق مر شهر كامل ولم يحدث اتصال ولا تعرف عنه شيئا
الحياة أصبحت حزينة وكئيبة عادت فريدة إلى سابق عهدها تذهب الى النادى بعد العمل تقضي وقتا ثم تعود إلى منزلها تنظر إلى الهاتف وكأنها تسأله أين هو
على الجانب الآخر استطاع محمود أن يلتحق بالجامعة فى ألمانيا لعمل الدكتوراة وبدأ العمل هناك بفضل والده ومعه والدته
أما الأستاذ شكرى فكان فى إحدى الدول الأفريقية يقوم بإعادة توصيل الشبكات هناك التى أصيب بالانهيار والشلل نتيجة الرياح الشديدة والأعاصير التى واجهت المنطقة منذ فترة وجيزة وقد أنجز إصلاح الكثير منها ولا يستطيع الاتصال بأى إنسان حفاظا على سرية الأمر
واستمرت الإجراءات مع البوليس الدولى إلى أن استطاع القبض على العصابة فى روسيا
أرسل الصديق فى روسيا رسالة إلى الأمن المصري تفيد أنه الخطر قد زال بفضل الله وأصبح الاستاذ شكرى حرا يستطيع أن يعود أو أن يتصل باي أحد
وتم توصيل الرسالة الى الاستاذ شكرى الذى سعد كثيرا بهذا الأمر وقد مر على غيابة ثلاثة أشهر كاملة سافر فيها إلى عدة دول فى جناح الغربي الافريقي
على الجانب الآخر استمرت الحياة فى ألمانيا عمل ودراسة والام سعيدة بوجود ابنها بجوارها فهى لا تملك فى الدنيا الا محبة اولادها والابن بالخصوص
تستكمل الاستاذ شكري عمله فى قطاع جنوب غرب أفريقيا واستعد إلى الرحيل واستقل الطائرة إلى فرنسا ومنها إلى مصر ووصل إلى أرضها و فرح كثيرا وعاد إلى منزلة وقد تم ترتيبه مرة أخرى وأصبح مهيأ لاستقباله
نام لأول مرة فى مكانه وعلى سريره بعد فترة عصيبة كان مهددا بالقتل من قبل عصابة شرسة لكن شجاعة المصريين حالت بينهم وبين ذلك الأمر
استيقظ فى الصباح وارتدى ملابسه كالمعتاد وركب سيارته متجها إلى شركة فريدة الخاصة بالانشاءات والديكورات وتوقف قليلا عند كشك للورد واشترى بوكيه ورد أصفر ووضع عليه كارتا كتب عليه اشتاق الأمير إلى أميرته فهل هى جاهزة للقاء
وانطلق إلى الشركة ووصل اليها وصعد إلى مكتب فريدة وذهب إلى السكرتيرة وطلب منه ادخال الورد وطلب الاذن بالدخول
طرقت السكرتيرة الباب ودخلت وكانت فريدة منهمكة فى العمل فهفا على أنفها عطره الخاص فنظرت للسكرتيرة فرأت الورد ففرحت وتوقعت وجوده خاصة بعدما شعرت برائحته المفضلة على الورد وامسكت الورد وفتحت الكارت وقرأت المكتوب بابتسمت وجرت مسرعة إلى الباب وجدته جالسا على الكرسي فقالت الأميرة جاهزة للقاء أيها الأمير أين أنت؟ اشتاقت المملكة لوجودك
ابتسم الاستاذ شكرى وحياها وأذنت له بالدخول وجلست أمامه تنظر ولا تتكلم وهو أيضا ينظر لها ولا يتكلم
كسر الاستاذ شكرى حاجز الصمت وقال : هل عندكم قهوة أم نطلبها من مكان قريب ابتسمت فريدة وقالت : القهوة موجودة ايها الأمير منتظرة قدومك
وضغطت على الزر وتحدثت من السكرتيرة وطلبت القهوة
ونظرت له وقالت : أين اختفيت لقد قلقت عليك كنت أتابع الهاتف لعلك تتصل ولكنك لم تتصل
شكرى : اعتذر لك الأمر خارج عن إرادتى أشرب القهوة وأذهب الى عملى وفى المساء نجلس سويا نتناول العشاء ونتحدث لقد اشتقت لتناول الطعام معك فلم أتناول أيه طعام من ثلاثة أشهر ما تناولته أشباه طعام ولولا أنى اجيد الطهى لمت جوعا
فريدة : حسنا نشرب القهوة ويكفى وجودك أميري وسوف انتهى من العمل واقابلك فى النادى الساعة التاسعة لتناول العشاء
جلس هو وهى فى صمت ينظران لبعضهما البعض والسعادة تملأ قلوبهما والحياة تزداد جمالا وبعد الانتهاء
استاذن للرحيل وتابعته حتى الباب ورحل
ذهبت إلى الورود الصفراء واحتضنتها وكان قلبها يطير من الفرحة
واذا بالهاتف يدق .......... يتبع
إلى اللقاء
مع الجزء التاسع
تحياتى الصقر المصري
20/7/2024
5:00 pm
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق