الشاي
للكاتب المصري
د/ شاكر صبري محمد
استيقظ من النوم وهو يتثاءب مع أنه كان قد نام نوما كافيا ووقتا معقولا ...صب كوبا من الشاي وتناول ثلاثة من السيجارات و رغيفاً ....
ذهب إلي العمل كان من المفروض أنه سيقابل الدكتور المشرف عليه في رسالة الماجستير كان الدكتور متعنتا كثير الطلبات وكثير الإجهاد له كان يعلم أنه يريد أن يعطله كثيراً ...
فهو دائما يحب أن يتأخر طلابه في الحصول علي الدرجة ... كما فعل مع السابقين له ...كان مصرَّاً علي الحصول علي الدرجة العلمية مهما كلفه ذلك من وقتٍ أو مال ...ومع انه كان يمر بأزمةٍ ماليةٍ كبيرةٍ إلاَّ أنه اقترَضَ ليوفي باحتياجاتِ الدًّكتورِ المشرف
... عاد إلي المنزل بعد إجهاد كبير طوال اليوم تناول الغذاء ثم كوباً من الشاي ...
ثم نام لمدة نصف ساعة لكي يُكمل طريقَهُ ….
ظل علي هذا الحال شهورا
استيقظ ذات يوم فلم يجد الشاي... ذهب إلي خارج المنزل ليشتري الشاي لم يجده
بحث في كل مكان حتي اقترب النهار من منتصفه لم يجد شايا وقد علم أن الشاي قد انتهي زمانه ولن يوجد بعد اليوم ... ام بتدخينِ علبةٍ كاملةٍ من السجائر طوال اليوم وطبعا ضاع عليه الذهاب إلي العمل .... وظل طوال اليوم متوترا وقلقا بدأ يستمر في العمل وهو علي هذا المنوال ولكنه أصبح أكثر عصبية واضطرابا وقلقا وأصبح الكثيرون من أصدقائه علي هذا النحو وأصبحت السجائر هي البديل وزادت حالات الالتهاب الرئوي وكل الأمراض الناتجة عن تدخين السجائر .....
أصبح الكل يتشاجر لأتفه الأسباب ..
مرَّ شهرُ ولم يجد أحدٌ السجائر ....
ظلَّ يبحث عنها طوال اليوم ولم يذهب إلي عمله وأخيرا علم أنها قد سحبت من السوق .. ولن توجد بعد اليوم أصيب بالحزن الشديد والاكتئاب ولم يذهب إلي العمل لمدة أسبوعٍ كاملٍ ... ولكنه وجد كل أصدقاءه هكذا باستثناء من لا يدخنون فقد زادت أوقات عملهم كان الدكتور المشرف عليه لا يدخن فلم يتأثر بذلك ..
أغلقت المقاهي ولم يعد الناس يشاهدون الأفلام الإباحية وبعد شهرين زادت أوقات العمل وأصبح الناس في حالة من النشاط الحاد أما هو فقد تحسنت صحته بعد ثلاثة شهور وعاد كل شيء إلي حال أفضل لم يكن يصدق ذلك
أصبح الناس متحابين أكثر وقلت الجرائم وزادت العلاقات وزادت ساعات العمل وقل الإقبال علي الأطباء بعد سنة علم أن السجائر والشاي قد عادا .... كان الناس غير راضين بوجودهما نهائيا ولكن بعد شهر واحد عاد الجميع إلي ما كانوا عليه من شرب الشاي والسجائر وبعد ثلاثة شهور عادَ الفساد إلي ما كان عليه تماما وأكثر ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق